على وقع استمرار العدوان الإسرائيلي وما يرافقه من جرائم إبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، دعا وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي إلى متابعة دراسة مدى توافق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع ميثاق المنظمة الدولية، في ظل ما ترتكبه من انتهاكات صريحة لشروط العضوية، مؤكدين ضرورة تنسيق الجهود الدبلوماسية لتعليق هذه العضوية.
رفض خطط الاحتلال وتصريحات قادته
الوزراء، خلال اجتماعهم الاستثنائي الـ21 المنعقد في جدة، أدانوا بشدة إعلان إسرائيل خطتها لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، ورفضوا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين تحت أي ذريعة. كما وصفوا تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بشأن ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى" بأنها تجسيد للتطرف والعنصرية، وتهديد مباشر للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وانتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
جرائم حرب وانتهاكات جسيمة
البيان الوزاري أكد أن سياسات إسرائيل القائمة على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والحصار غير القانوني، واستخدام التجويع كسلاح، إلى جانب الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، كلها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المساءلة أمام القضاء الدولي.
دعوة لجلسة استثنائية في الأمم المتحدة
كما طالب وزراء الخارجية مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة استثنائية الشهر المقبل، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، مؤكدين دعمهم الكامل للتحركات الفلسطينية في هذا الإطار.
مركزية القضية الفلسطينية
جدد الوزراء التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، وعلى الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
إدانة استهداف المدنيين والبنية التحتية
البيان الوزاري أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنى التحتية الحيوية في غزة، بما فيها مرافق المياه والغذاء والمستشفيات، الأمر الذي فاقم المجاعة وتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة. وطالب بفتح جميع المعابر بشكل عاجل ودون شروط لإدخال المساعدات الإنسانية، ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع.
دعم جهود الوساطة
وفي السياق ذاته، رحب الوزراء بالمساعي التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، باعتبارها خطوة أساسية لتخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الأجواء لإعادة إعمار غزة من خلال المؤتمر المقرر عقده في القاهرة.
تحذير من تعنت الاحتلال
وحمل المجتمعون إسرائيل كامل المسؤولية عن استمرار الحرب، وتعمدها إفشال مبادرات التهدئة، مؤكدين أن هذا التعنت يفاقم الأزمة ويقوض فرص الوصول إلى تسوية عادلة، كما يعرض استقرار المنطقة لمخاطر أكبر.
دعوة لتحرك دولي عاجل
وفي ختام البيان، شدد وزراء خارجية التعاون الإسلامي على أن ما تشهده غزة من مجاعة رسمياً، بحسب تقارير أممية، يستدعي تحركاً دولياً فورياً وفاعلاً، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والسياسية والإنسانية لوقف جرائم الاحتلال وإنقاذ المدنيين.
تعليقات
إرسال تعليق