في خطوة يُنظر إليها كأحد أبرز محطات الاكتتاب العام في قطاع التكنولوجيا بالمنطقة، تدرس شركة “نينجا”، الرائدة في خدمات التوصيل السريع، إدراج أسهمها في السوق المالية السعودية خلال الفترة المقبلة، وسط اهتمام محلي وإقليمي واسع.
ووفقًا لتقرير وكالة بلومبرج، لا تزال الشركة في مرحلة المباحثات الأولية بشأن حجم الصفقة وتوقيتها، حيث يؤكد مطلعون أن الإدارة تتابع تطورات السوق عن كثب لتحديد اللحظة المناسبة. ونقل التقرير عن أحد المصادر قوله: “إذا أظهرت المؤشرات أن العوائد ستكون أفضل بحلول عام 2027، فإن الشركة قد تؤجل الإدراج”، في إشارة إلى المرونة الاستراتيجية التي تنتهجها “نينجا” بما يتماشى مع طبيعة الأسواق المتقلبة.
من شركة ناشئة إلى “يونيكورن” بتمويل ضخم
قفزت “نينجا” سريعًا إلى نادي الشركات الناشئة “يونيكورن” بعد جولة تمويلية قياسية بلغت 250 مليون دولار بقيادة شركة الرياض المالية، رفعت تقييمها إلى 1.5 مليار دولار. ويُنظر إلى هذا الإنجاز على أنه انعكاس مباشر لثقة المستثمرين في نموذج أعمالها القابل للنمو إقليميًا وعالميًا.
ويرى محللون أن أداء الشركة الحالي وسرعة توسعها قد يمهدان لتقييم أعلى بكثير عند إدراجها، غير أن “نينجا” تتحرك بحذر، مؤكدة أن خيار الطرح العام لا يزال في مراحله المبكرة.
طفرة الاكتتابات في السعودية.. أرض خصبة للنمو
تأتي هذه الخطوة في وقت تعيش فيه السوق السعودية طفرة غير مسبوقة في الاكتتابات، إذ جمعت الشركات المحلية أكثر من 3.5 مليار دولار خلال عام 2025 عبر طروحات عامة أولية، ما جعلها السوق الأكثر نشاطًا في الشرق الأوسط.
ويؤكد مراقبون أن هذا الزخم يعكس عمق رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط عبر دعم الابتكار وريادة الأعمال. شركات مثل تابي وتمارا وإمكان للتمويل أصبحت أيضًا جزءًا من هذا المشهد، حيث تستعد للانضمام إلى السوق المالية بدعم من كبرى البنوك والمستشارين الماليين.
نينجا.. هوية جديدة للاقتصاد السعودي
لا تُعد “نينجا” مجرد قصة نجاح مالي، بل تمثل نموذجًا لهوية اقتصادية جديدة للمملكة: رقمية، ريادية، وقادرة على المنافسة العالمية. فالطرح المرتقب ليس مجرد وسيلة لزيادة رأس المال، بل خطوة لتعزيز حضور الشركة كلاعب محوري في قطاع الخدمات اللوجستية والتوصيل الفائق السرعة.
ومع استمرار توسع التجارة الإلكترونية وتغير أنماط الاستهلاك في المنطقة، تبدو “نينجا” في موقع مثالي لتلبية هذه المتطلبات المتسارعة عبر حلول مبتكرة تعكس روح الاقتصاد السعودي الحديث.
مستقبل مفتوح بين 2026 و2027
سواء تم إدراج “نينجا” في 2026 أو جرى تأجيله إلى 2027، تبقى الشركة مرشحة لتكون إحدى العلامات الفارقة في مسيرة التحول الاقتصادي السعودي، وتجسيدًا حيًا لكيف يمكن للتكنولوجيا أن تقود مستقبل ما بعد النفط.
تعليقات
إرسال تعليق